التاريخ ليس مجرد تكرار بسيط - بل يظهر في أشكال مشابهة. فيما يتعلق بالعملات، كان هذا النمط من إعادة الظهور ثابتًا إلى حد كبير لآلاف السنين. من الدينار الروماني إلى مارك الورق الألماني، ومن "الشيكات" الفرنسية إلى الدولار الحديث، تتبع العملة القانونية - العملة التي تصدرها الحكومة وليس لها قيمة جوهرية - دورة حياة يمكن التنبؤ بها: الولادة، التوسع، انخفاض القيمة، الانهيار.
تتغير التفاصيل المحددة - أحيانًا تكون العملة ذهبًا أو فضة في البداية، وأحيانًا تكون أوراق نقدية مدعومة بالمعادن الثمينة، وأحيانًا تكون عملات رقمية بحتة - لكن النموذج لم يتغير أبدًا.
تقريبًا كل عملة قانونية عند ولادتها كانت "عملة صعبة"، مدعومة بسلع نادرة. تم صنع الدينار الروماني في البداية تقريبًا من الفضة النقية. كان الدولار مدعومًا بالذهب والفضة خلال معظم تاريخه المبكر. هذا القيد منع الحكومة من الإنفاق الزائد - إذا كنت تريد طباعة المزيد من النقود، فإنك تحتاج إلى استخراج أو الحصول على المزيد من الذهب.
2. إغراء الطابعة
مع توسع حجم الحكومة، زادت نفقاتها أيضاً - الحروب، والأشغال العامة، والرعاية الاجتماعية، والبيروقراطية. وهكذا، أصبح إغراء طباعة النقود "لمرة واحدة فقط" من الصعب مقاومته. بدأت روما في تقليل نقاء العملات المعدنية وخلط المعادن الرخيصة. أوقفت الولايات المتحدة استبدال الذهب خلال الحرب الأهلية، ثم أوقفت ذلك مرة أخرى في عام 1933، وفي عام 1971 تحت حكم الرئيس نيكسون، توقفت بشكل دائم عن استبدال الذهب.
بمجرد أن تتوقف العملة عن كونها مقيدة بالندرة، سيكتشف السياسيون أنه يمكنهم بسهولة تعويض العجز دون الحاجة إلى زيادة الضرائب. طباعة النقود ليست لها أي معاناة سياسية - على الأقل في البداية.
3. مرحلة التضخم
نظرًا لعدم وجود حد أقصى لعرض النقود، فإن معدل نمو عرض النقود يتجاوز معدل النمو للسلع والخدمات التي يتم قياسها. الأسعار ترتفع. بدأ الناس يدركون أن قوتهم الشرائية تتناقص تدريجياً. في بعض الأحيان يكون التضخم تدريجياً، مثل الولايات المتحدة بعد عام 1971، حيث انخفضت القوة الشرائية للدولار بأكثر من 85%. في أوقات أخرى، يمكن أن يتسارع التضخم إلى رقمين سنويًا أو حتى ثلاثة أرقام، كما هو الحال اليوم في الأرجنتين أو في زيمبابوي في أوائل القرن الواحد والعشرين.
عندما يبدأ الثقة في الانهيار، تتسارع سرعة تداول العملات - يسرع الناس في الاستهلاك لأنهم يخشون أن الانتظار سيؤدي إلى انخفاض قيمة أموالهم في المستقبل. وهذا يسرع من الدورة المفرغة.
4. الانهيار وإعادة التشغيل
في النهاية، فقدت الثقة تمامًا. تختفي العملة - ليس بالضرورة بسبب التضخم المفرط، ولكن غالبًا بسبب الاستبدال. انخفضت قيمة السندات الفرنسية بنسبة 99% في أقل من عشر سنوات، وتم إلغاؤها في النهاية. في عام 1923، جعل التضخم المفرط دفع عربات اليد المليئة بالنقود موضوع سخرية في جميع أنحاء البلاد، وتم استبدال مارك الورق الألماني بمارك الليرة.
عادةً ما تعود هذه "إعادة التشغيل" إلى نوع من أنظمة دعم السلع، أو تتحول إلى نوع جديد من العملات القانونية التي ستكون أكثر صرامة في الالتزام. لكن التاريخ يبين أن هذه الدورات ستبدأ مرة أخرى حتمًا.
السبب الجذري هو الطبيعة البشرية والدوافع السياسية. يمكن للعملة الصعبة النادرة تقييد الحكومة، لكن العملة القانونية تلغي هذه القيود. بمجرد أن لا تكون القدرة على خلق النقود مقيدة بمعدل إمداد ثابت، فإن المصالح السياسية قصيرة الأجل ستفوق دائمًا الاستقرار على المدى الطويل.
إن انهيار العملة القانونية ليس مسألة إذا ولكن مسألة متى. منذ بداية التاريخ، كانت هناك أكثر من 700 نوع من العملات القانونية، وكلها بلا استثناء إما انهارت بالفعل أو تسير نحو الانهيار.
بيتكوين: اختراق الدورة
تختلف نماذج البيتكوين والعملات القانونية اختلافًا جذريًا للأسباب التالية:
عرض ثابت - سيكون إجمالي كمية البيتكوين دائمًا 21 مليونًا، وتضمن هذه القاعدة عن طريق توافق غير مركزي وإثبات تشفيري، وليس من خلال التزام سياسي.
اللامركزية - لا توجد هيئة واحدة تتحكم في الشبكة، مما يجعل من المستحيل على الحكومة أو البنك المركزي تخفيض قيمة العملة بشكل أحادي.
الشفافية - دفتر أستاذ البيتكوين مفتوح وقابل للتدقيق أمام أي شخص في العالم، مما يلغي سرية ميزانية البنك المركزي.
الوصول العالمي - يمكن لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت المشاركة وتخزين القيمة وإجراء المعاملات، متجاوزًا القيود المالية والحدود السياسية.
الملاءمة والقابلية للتقسيم - على عكس الذهب، فإن نقل البيتكوين على مستوى العالم سهل للغاية، حيث يمكن تقسيم كل بيتكوين إلى 100 مليون ساتوشي، مما يجعله مناسبًا للمعاملات الصغيرة وكذلك التسويات الكبيرة.
كيف ستنهي البيتكوين حلقة الموت للعملة القانونية
من خلال إزالة سلطة إصدار عملات جديدة بشكل اعتباطي، أعادت البيتكوين الانضباط المالي إلى الاعتبار. يمكن للحكومة أو أي كيان آخر استخدام إيراداتها فقط، أو الاقتراض بصدق، أو الأموال التي تم الحصول عليها طواعية. أصبحت السياسة النقدية قابلة للتنبؤ، مما أزال "الضريبة الخفية" - التضخم - التي كانت تؤدي إلى تآكل المدخرات على مدى عقود.
هذا يغير بشكل جذري الآلية التي تؤدي إلى دورات انهيار العملات الورقية:
الحروب التي لا يمكن دعمها عن طريق طباعة النقود - يجب أن يتم تمويلها من خلال الضرائب أو السندات التي يتم شراؤها طوعًا.
فقاعة الأصول الناتجة عن الائتمان الرخيص غير موجودة - تعكس أسعار الفائدة المخاطر الحقيقية، وليس التلاعب من قبل البنك المركزي.
لا يوجد سرقة بين الأجيال - يمكن أن تحافظ المدخرات على القوة الشرائية لعشرات السنين.
التحول الذي لا مفر منه
تخبرنا التاريخ أن كل عملة قانونية لها عمر. المسألة ليست ما إذا كان النظام المالي القانوني العالمي الحالي سينتهي، بل ماذا سيحل محله. انهيار أنظمة العملة السابقة أجبر الناس على قبول أنظمة عملات قانونية جديدة. وهذه المرة، هناك خيار آخر للمرة الأولى في تاريخ البشرية: عملة نظيفة، غير مركزية، وعالمية.
عندما يتغير دورة العملات الورقية مرة أخرى - وهذا سيحدث حتماً - فلن يجد أولئك الذين تحولوا إلى البيتكوين أنفسهم في حالة من الفوضى بحثاً عن ملاذ. لقد عاشوا بالفعل في عصر العملة التالي.
التفكير الأخير
إن انهيار نظام العملة القانونية هو خاصية متأصلة فيه، وليس عيباً. البيتكوين هو أول تقنية نقدية في التاريخ تسمح بجعل هذه الدورة خياراً. يمكنك أن تختار الخروج - ليس عندما يأتي الانهيار، ولكن في اللحظة الحالية. التاريخ لن يتوقف عن التكرار، لكن يمكنك أن تختار كتابة فصول مختلفة.
هذه ليست نصيحة مالية أو قانونية، بل هي للترفيه فقط، ويجب عليك القيام بأبحاثك الخاصة. نأمل أن تجد هذه المقالة مفيدة، لمساعدتك في تخطيط طريقك المالي الشخصي، وبناء حصن بيتكوين في عام 2025.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
كيف يقطع بيتكوين حلقة الموت للعملات الورقية
المصدر: Bitcoin Fortress، الترجمة: Shaw 金色财经
التاريخ ليس مجرد تكرار بسيط - بل يظهر في أشكال مشابهة. فيما يتعلق بالعملات، كان هذا النمط من إعادة الظهور ثابتًا إلى حد كبير لآلاف السنين. من الدينار الروماني إلى مارك الورق الألماني، ومن "الشيكات" الفرنسية إلى الدولار الحديث، تتبع العملة القانونية - العملة التي تصدرها الحكومة وليس لها قيمة جوهرية - دورة حياة يمكن التنبؤ بها: الولادة، التوسع، انخفاض القيمة، الانهيار.
تتغير التفاصيل المحددة - أحيانًا تكون العملة ذهبًا أو فضة في البداية، وأحيانًا تكون أوراق نقدية مدعومة بالمعادن الثمينة، وأحيانًا تكون عملات رقمية بحتة - لكن النموذج لم يتغير أبدًا.
قدم البيتكوين للمرة الأولى في التاريخ مخرجاً.
! lDDxXknXetPMEz4CBm70oSgc88kiWAHZSejg3hUx.jpeg
أربعة مراحل تراجع العملة القانونية
1. بداية ثابتة
تقريبًا كل عملة قانونية عند ولادتها كانت "عملة صعبة"، مدعومة بسلع نادرة. تم صنع الدينار الروماني في البداية تقريبًا من الفضة النقية. كان الدولار مدعومًا بالذهب والفضة خلال معظم تاريخه المبكر. هذا القيد منع الحكومة من الإنفاق الزائد - إذا كنت تريد طباعة المزيد من النقود، فإنك تحتاج إلى استخراج أو الحصول على المزيد من الذهب.
2. إغراء الطابعة
مع توسع حجم الحكومة، زادت نفقاتها أيضاً - الحروب، والأشغال العامة، والرعاية الاجتماعية، والبيروقراطية. وهكذا، أصبح إغراء طباعة النقود "لمرة واحدة فقط" من الصعب مقاومته. بدأت روما في تقليل نقاء العملات المعدنية وخلط المعادن الرخيصة. أوقفت الولايات المتحدة استبدال الذهب خلال الحرب الأهلية، ثم أوقفت ذلك مرة أخرى في عام 1933، وفي عام 1971 تحت حكم الرئيس نيكسون، توقفت بشكل دائم عن استبدال الذهب.
بمجرد أن تتوقف العملة عن كونها مقيدة بالندرة، سيكتشف السياسيون أنه يمكنهم بسهولة تعويض العجز دون الحاجة إلى زيادة الضرائب. طباعة النقود ليست لها أي معاناة سياسية - على الأقل في البداية.
3. مرحلة التضخم
نظرًا لعدم وجود حد أقصى لعرض النقود، فإن معدل نمو عرض النقود يتجاوز معدل النمو للسلع والخدمات التي يتم قياسها. الأسعار ترتفع. بدأ الناس يدركون أن قوتهم الشرائية تتناقص تدريجياً. في بعض الأحيان يكون التضخم تدريجياً، مثل الولايات المتحدة بعد عام 1971، حيث انخفضت القوة الشرائية للدولار بأكثر من 85%. في أوقات أخرى، يمكن أن يتسارع التضخم إلى رقمين سنويًا أو حتى ثلاثة أرقام، كما هو الحال اليوم في الأرجنتين أو في زيمبابوي في أوائل القرن الواحد والعشرين.
عندما يبدأ الثقة في الانهيار، تتسارع سرعة تداول العملات - يسرع الناس في الاستهلاك لأنهم يخشون أن الانتظار سيؤدي إلى انخفاض قيمة أموالهم في المستقبل. وهذا يسرع من الدورة المفرغة.
4. الانهيار وإعادة التشغيل
في النهاية، فقدت الثقة تمامًا. تختفي العملة - ليس بالضرورة بسبب التضخم المفرط، ولكن غالبًا بسبب الاستبدال. انخفضت قيمة السندات الفرنسية بنسبة 99% في أقل من عشر سنوات، وتم إلغاؤها في النهاية. في عام 1923، جعل التضخم المفرط دفع عربات اليد المليئة بالنقود موضوع سخرية في جميع أنحاء البلاد، وتم استبدال مارك الورق الألماني بمارك الليرة.
عادةً ما تعود هذه "إعادة التشغيل" إلى نوع من أنظمة دعم السلع، أو تتحول إلى نوع جديد من العملات القانونية التي ستكون أكثر صرامة في الالتزام. لكن التاريخ يبين أن هذه الدورات ستبدأ مرة أخرى حتمًا.
! J1KsfLVvcllMdH2EDxJTMfvoplBpUufwN7sGl1PJ.png
لماذا تفشل العملات القانونية دائماً
السبب الجذري هو الطبيعة البشرية والدوافع السياسية. يمكن للعملة الصعبة النادرة تقييد الحكومة، لكن العملة القانونية تلغي هذه القيود. بمجرد أن لا تكون القدرة على خلق النقود مقيدة بمعدل إمداد ثابت، فإن المصالح السياسية قصيرة الأجل ستفوق دائمًا الاستقرار على المدى الطويل.
إن انهيار العملة القانونية ليس مسألة إذا ولكن مسألة متى. منذ بداية التاريخ، كانت هناك أكثر من 700 نوع من العملات القانونية، وكلها بلا استثناء إما انهارت بالفعل أو تسير نحو الانهيار.
بيتكوين: اختراق الدورة
تختلف نماذج البيتكوين والعملات القانونية اختلافًا جذريًا للأسباب التالية:
كيف ستنهي البيتكوين حلقة الموت للعملة القانونية
من خلال إزالة سلطة إصدار عملات جديدة بشكل اعتباطي، أعادت البيتكوين الانضباط المالي إلى الاعتبار. يمكن للحكومة أو أي كيان آخر استخدام إيراداتها فقط، أو الاقتراض بصدق، أو الأموال التي تم الحصول عليها طواعية. أصبحت السياسة النقدية قابلة للتنبؤ، مما أزال "الضريبة الخفية" - التضخم - التي كانت تؤدي إلى تآكل المدخرات على مدى عقود.
هذا يغير بشكل جذري الآلية التي تؤدي إلى دورات انهيار العملات الورقية:
التحول الذي لا مفر منه
تخبرنا التاريخ أن كل عملة قانونية لها عمر. المسألة ليست ما إذا كان النظام المالي القانوني العالمي الحالي سينتهي، بل ماذا سيحل محله. انهيار أنظمة العملة السابقة أجبر الناس على قبول أنظمة عملات قانونية جديدة. وهذه المرة، هناك خيار آخر للمرة الأولى في تاريخ البشرية: عملة نظيفة، غير مركزية، وعالمية.
عندما يتغير دورة العملات الورقية مرة أخرى - وهذا سيحدث حتماً - فلن يجد أولئك الذين تحولوا إلى البيتكوين أنفسهم في حالة من الفوضى بحثاً عن ملاذ. لقد عاشوا بالفعل في عصر العملة التالي.
التفكير الأخير
إن انهيار نظام العملة القانونية هو خاصية متأصلة فيه، وليس عيباً. البيتكوين هو أول تقنية نقدية في التاريخ تسمح بجعل هذه الدورة خياراً. يمكنك أن تختار الخروج - ليس عندما يأتي الانهيار، ولكن في اللحظة الحالية. التاريخ لن يتوقف عن التكرار، لكن يمكنك أن تختار كتابة فصول مختلفة.
هذه ليست نصيحة مالية أو قانونية، بل هي للترفيه فقط، ويجب عليك القيام بأبحاثك الخاصة. نأمل أن تجد هذه المقالة مفيدة، لمساعدتك في تخطيط طريقك المالي الشخصي، وبناء حصن بيتكوين في عام 2025.